MeMoRiEs

Sunday, October 29, 2006

عندما تتحدث الأقنعة..
أفصل من ألف وجه



كتبت هذا المقال عندما شاهدت هذا الفيلم من عدة أشهر .. وقد نشر في موقع بص وطل
لا أدري هل هي مصادفة بحتة ام انها مقصودة ان يعرض مثل هذا الفيلم في هذا التوقيت..هذا التوقيت الذي يعج بالأحداث والإحتقانات بين الشعوب وحكوماتها...حيث يعزف الفيلم على جميع الأوتار الحساسة التي لدى المواطن العادي...واكرر المواطن العادي الذي يتمنى بداخله ان يحدث تغيير ما...ولكنه يصطدم بسؤالين يجيب عنهما الفيلم في براعة منقطعة النظير....ماذا أستطيع أن أفعل وحدي؟؟ وهل حقا سيحدث التغيير؟؟
عندما ذهبت الى السينما لم يكن في مخيلتي اني سأدخل هذا الفيلم بالذات ولكننا لم نجد غيره لندخله أنا وأصدقائي وأصدقكم القول شعرت بالملل في بداية الفيلم لاني تخيلت انه نسخة مكررة من فيلم قناع زورو لأنتونيو بانديراس وذلك للتشابه الشديد في رسم الشعار الخاص ببطل الفيلم وهو عبارة عن حرف "في" داخل دائرة من النيران و هو بالضبط شعار فيلم زورو ولكن مع إختلاف الحرف.

تبدأ أحداث الفيلم في وقت ما في من المستقبل القريب وليس البعيد ...تقريبا سنة 2030 ...في بريطانيا ونرى وجه يطل علينا من شاشة التلفاز نعلم لاحقا انه الزعيم أو الديكتاتور الذي يحكم هذا البلد ويطلق عليه المستشار ومع هذا اللقب تبدأ السخرية اللاذعة في الفيلم وتبدأ الرموز في الظهور...الرموز التي هي المحور الأساسي للفيلم.... حيث أن هذا المستشار أبعد ما يكون عن هذا اللقب فهو الديكتاتور صاحب القرار الأوحد الذي يأمر فقط وعلى الكل السمع والطاعة. وفي إشارة سريعة على لسان احد أفراد الفيلم نعلم ان الولايات المتحدة قد سقطت حيث يشار إليها بالولايات المتحدة السابقة وهذا يوضح قناعة صناع الفيلم بزوال الأنظمة الإمبريالية المهيمنة.

يظهر بطل الفيلم المقنع الذي يرتدي ذلك القناع الخاص بمناضل إنجليزي يدعى "جاي فاوكس" قد حاول أن يفجر مبنى البرلمان الإنجليزي من 400 عام , ونرى ذلك المقنع وقد تسلح ببعض الأسلحة البيضاء التي تستفز المشاهد الذي سيقول ماذا سيفعل بهذه الاسلحة البدائية في هذا الوقت من المستقبل؟ ولكن تتوالى الاجابات تباعا عندما نرى ان هذا الفارس المقنع يفعل ما لا تستطيع ان تفعله ترسانة نووية كاملة.. فقد أيقظ روح التمرد على الظلم لدى الشعب .

وهناك أيضا شخصية إيفي وهي فتاة عادية مسالمة كان والديها من الناشطين السياسيين ولكنهم قتلوا بأيدي القوى الغاشمة التي تحكم البلاد. "إيفي" تقابل الرجل المقنع أو "في" كما يدعو نفسه ويخلصها من أيدي مفتشي الشرطة الفاسدين فيقتلهم في وتنشا علاقة وثيقة بينه وبين "إيفي" حيث انها أصبحت مطلوبة وأصبح لزاما عليه أن يحميها.

تبدأ أحداث الفيلم في السخونة حيث ينجح "في" في تحطيم مبنى الحكومة الذي يقع في قلب الميدان الرئيسي بالعاصمة وهنا نرى كيف يمكن للإعلام ان يضلل الشعوب حيث تخرج وسائل الإعلام لتروي قصصا مزيفة تبرر بها ما حدث ونرى الناس يسمعون ويشاهدون هذه الأخبار غير مصدقين ما يسمعونه ولكن ...ماذا يفعلون.. عليهم ان يصدقوا ...حيث ليس لديهم خيار اخر غير التصديق. وأصدقك القول وأنا أرى هذا المشهد بالذات ..كنت أتوقع ان ارى نشرة الأخبار وهي تذيع أن مخبولا هو الذي قد فجر المبنى .

الفساد....هو المحرك الرئيسي للأنظمة الفاشية أو المستبدة كما يحلو لك أن تسميها والفيلم يؤكد هذه المقولة حيث أن هذا النظام الديكتاتوري القائم يرتكز على مؤسسة إعلامية فاسدة تتحدث بلسان النظام ومؤسسة دينية فاسدة تبرر أفعال النظام ممثلة في كبير الأساقفة في الفيلم والذي نرى أنه قد إنخرط في إرضاء نزواته الشاذة ناسيا أو متناسيا دوره الديني والتربوي ليس هذا فقط بل أيضا سخر هذا الدور لخدمة أغراض النظام , بالإضافة لفساد المؤسسة العلمية التي تمثلها في الفيلم الطبيبة التي تتجرد من مشاعر الانسانية وتجري تجاربها المميتة على البشر الذين يوفرهم لها النظام من المعتقلات.

وفي مشهد من أروع مشاهد الفيلم ...نرى إيفي وقد أخطتفت من قبل رجال النظام – هكذا تخيلت في البداية – وتم إعتقالها وطلب منها أن تعترف بماذا كانت تخطط واين يجدون صديقها الرجل المقنع ...ولكنها لاتعلم .. ...أخبرتهم مرارا وتكرارا أنها لا تعلم شيئا عن ما يريدون ..ولكن ...لم يصدقوها ..وأذاقوها صنوفا من العذاب ونكلوا بها وبجسدها الضعيف ...وهنا بدأ التحول في داخل أيفي ...بدأ الاستسلام يتحول ألى عزيمة ... بدأ الخضوع يتحول إلى كبرياء....بدأ الخوف يتحول إلى غضب .... وفي النهاية عندما صوب المحقق المسدس نحو رأسها وقال لها صراحة سوف أقتلك الان مالم تقري وتعترفي بما تعلمين ...فكانت إجابتها صريحة وحازمة ...لا..لن أفعل.....أترون الفرق الجوهري بين لن أفعل ولا أعلم.....نعم ...أنه التحدي ...حيث انها كانت إنسانة عادية لم يكن لها قضية تدافع عنها ولا ايدلوجية تتبعها ....ولكن الظلم ...والفساد ....والقهر ...خلق لديها قضية تدافع عنها ....وهي الحرية ...الحرية في أسمى معانيها ....حرية النفس والروح ....وتأتي المفاجأة في اخر المشهد حين نجد ان من فعل بها هذا هو صديقها في وجاء اداء الممثلة ناتالي بورتمان في هذه اللقطة رائعا حيث تضاربت المشاعر بداخلها ما بين سعادتها الداخليه بوصولها لهذه الحالة من الشعور بالرضا عن النفس وبين الشعور بالغضب لأن من نكل بها بكل هذه الطرق البشعة هو صديقها الذي بدأ قلبها يرق له. ويمكن ان ندرك فكرة رئيسية من الافكار التي يتداولها الفيلم من الجملة الذي قالها "في" في هذا المشهد عندما سألته لماذا فعت هذا بي فقال "لكي أحررك" وقد حررها فعلا لأنه من بعد هذا المشهد ستبدأ إيفي في المشاركة الايجابية مع "في" في تمرده على النظام.

يبدأ المستشار في الغضب ويهدد مساعديه وأولهم كريدي وهو مدير جهاز الأمن ..وهو شخصية بغيضة إلى أبعد الحدود ولا أدري كيف أستطاعو ان يختارو هذا الممثل الذي يجسد الدور وكأنه ولد لهذا الدور فقط., تأخذ الاحداث في الصعود إلى ذروتها عندما يتحدى "في" النظام على شاشات التلفاز أمام جموع الناس انه سينسف مبنى البرلمان في يوم 5 نوفمبر رغم أنف الجميع ويدعو الناس للتجمع لمشاهدة هذا الحدث الذي وإن وقع فعلا يعلن ببداية عصر جديد من الحرية والتمرد على القهر والإستبداد واخذ في شحن الناس وإلهاب مشاعرهم بالعبارات الحماسية التي لاقت صدى واسع في قلوب المواطنين اليائسين.

واستطاع "في" في نهاية الفيلم ان يحقق ما كان يطمح أليه عندما إتبع سياسة فرق تسد وذلك عندما أوقع بين "ستلر" أو المستشار و"كريدي" مبينا كيف أن هذه الطبقة من البشر لا يمكن الوثوق بهم وأنهم ينقلبون على بعضهم البعض عندما يشعرون بأدنى خطر على أنفسهم. وفي مشهد النهاية عند تستطيع ايفي ان تأخذ القرار وتجذب الذراع الذي يسير قطارا مليئا بالمتفجرات نحو البرلمان نجد ان الناس جميعا تغلبوا على مخاوفهم وخرجوا في الشوارع مرتديين الأقنعه ذاتها في مشهد بديع يوضح تلاحم قوى الشعب بكافة ألوانها وأعراقها وديناتها المختلفة على هدف واحد وهو الثورة والتمرد على قوى الاستبداد والقهر التي ترسخ في الناس مفهوم العبودية والخنوع فنرى الناس وقد خلعوا جميعا اقنعتهم عندما تحقق الهدف وانفجر البرلمان رمز الظلم مؤكدا ان الفرد هو البداية وهو الوسيلة التي تحقق بها الغاية .

لا أستطيع ان أنهي هذه الكلمات دون أن اسجل ان الممثل صاحب القناع "هوجو ويفينج" قد أدى دورا من أروع الأدوار التي رأيتها, فقد أستطاع بدون أن يظهر وجهه أن يوصل المشاعر والأحاسيس التي كان يشعر بها لدرجة انني كنت اراه وهو يبتسم ويضحك ويبكي ويعقد حاجبيه كل هذا وليس أمامي سوة قناع جامد الملامح ولكنه ينبض بالحياة .

الفيلم مليئ بالأحداث والمواقف التي لم استطع ان أحصرها في مقالي هذا لذلك فأني أنصحك وبشدة إن كنت ممن يهوى الأفلام ذات المغزى والهدف فلا تضيع وقتا وأدخل هذا الفيلم الذي لن تشعر بلحظة ملل واحدة وانت تشاهده .

7 Comments:

  • At 6:40 AM , Blogger Lasto-adri *Blue* said...

    ياه
    انا لسا شايفة الفيلم دا من يومين بالظبط ياسلاطينو
    بجد بجد بجد اكتر من مجرد فيلم رائع

    يااااه،، كلامه حقيقى وواقعى قوى
    من يومها بقى فيلمى المفضل

     
  • At 12:12 AM , Blogger salateenoo said...

    معاكي حق والله ..

    الفيلم أكثر من رائع

     
  • At 11:34 AM , Blogger Nesrina said...

    أولا: كل سنة و أنت طيب و عقبال 100 سنة.
    بالنسبة للفيلم أنا ماشوفتوش بس سمعت عنه كتير، هاحاول أجيبه.

     
  • At 12:22 AM , Blogger salateenoo said...

    وانتي طيبة يا نسرين...

    وبالنسبة للفيلم .. لازم تجيبيه ...هيعجبك قوي

     
  • At 8:17 AM , Blogger sarah la tulipe rose said...

    v for vandetta
    الفيلم دة لما نزل كنت حاموت و اشوفه و قعدت اتحايل علي حد يجي معايا فالولي مش ناقصين نكد
    انا حاحاول اجيبه اسمع انه فيلم جامد و سيناريو جاهز لاي دولة شمولية مين عارف ممكن يحصل فين؟؟؟

     
  • At 11:14 AM , Blogger mariam said...

    رغم انى مشوفتش لسه الفيلم بس اظن ان احداثه تلخص كثير مما نعانيه و اتمنى ان تكون النهاية الواقعية شبيهة بنهاية الفيلم

     
  • At 9:12 AM , Anonymous Anonymous said...

    جميل !!

     

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home