MeMoRiEs

Tuesday, August 08, 2006

حدوتة قبل النوم

لقد كنت بالأمس مستلقيا على فراشي ...أتنقل بين الفضائيات ممنيا نفسي
بفيلم جيد او ببرنامج مسلي..وبما أنني من أصحاب الذاكرة الضعيفة جدا التي تصل لحد
الزهايمر فإنني لا أحفظ أرقام المحطات جيدا...


لذلك فكنت امر على كل القنوات صعودا
ونزولا ...وطبعا كانت معظم القنوات تعرض نقلا مباشرا لأحداث الحرب الدائرة في
لبنان..وكلما جائت القناة على إحدى هذه المحطات ...كنت أغير القناة سريعا...


نعم ...لقد
أصابتني أخبار وصور الحرب بالإكتئاب المزمن ....لم أعد أستطيع ان أرى صور القتلى
والجرحى المتناثرة في كل مكان ....لم أعد أستطيع أن أتحمل منظر البيوت المهدمة على
أصحابها...


التي كانوا يتخذون من جدرانها ملجئا آمنا من القصف والنيران...فأصبحت هي
أداة القتل التي حطمت رؤوسهم وضلوعهم...لم أعد أحتمل ...كنت أغير المحطة لعلي أجد
شيئا ينسيني ما يحدث ...


فوجدت على أحد المحطات فيلما لم اره من قبل (وهذا نادر
الحدوث هذه الأيام)..وجلست أشاهد الفيلم...ولكن كنت أسمع أصواتا من بعيد ...أصواتا
للمدافع والقنابل....أصواتا لصرخات وأنات من هنا هناك ...


فنفضت عني هذه الأصوات ..عدت
أركز في أحداث الفيلم مرة أخرى لعلي أجد مهربا مما بدور برأسي من مشاهد القتل
والدمار ...وفعلا أخذني الفيلم لحوالي نصف الساعة...ثم حدث شيئ غريب حقا...


وجدت يدي
وقد أمسكت بالريموت (لا أدري ما إسمه بالعربية ) وغيرت القناة على إحدى المحطات
الإخبارية لأشاهد مجريات الحرب من جديد ...لا أصدق أنني فعلت ذلك ...ماذا حدث ...هل
أصبحت أدمن أخبار الحرب ...


هل أصبحت المشاهد الدموية هي صوري المحببة ...أم هل هناك
رابط غريب يربطني بهذه الأحداث ..رابط يجري في دمي وفي عروقي...هل لأإني عربي ..والذين
يموتون هناك هم عرب...


.أم هل لإني إنسان والذين يموتون هناك هم بشر من نفس بني جنسي....ولم
أشعر إلا وجفوني تتثاقل وشعرت بالنعاس...وبدأت أخلد إلى النوم على صوت طبول الحرب
المنبعثة من التلفاز...وفي داخلي سؤال يتردد ويتكرر في رأسي ...


هل يستطيعون النوم
مثلي الأن...؟؟...هل يستطيعون النوم مثلي....هل يستطيعون.....هل يــ ..يـــ..

 

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home